رمضان 2025 | أنشطة رمضانية للأطفال والعائلة خلال الشهر الفضيل

لا شكّ أنّكم تتفقون معي بأنّ أفضل ذكريات طفولتنا في شهر رمضان، هي تلك المرتبطة بقضاء الوقت مع العائلة، الإفطارات العائلية، المناقشات والمحادثات، أداء صلاة التراويح معًا، والسهرات الدافئة مع الأهل والأحباب… 

ولازلنا في كلّ عام، نسعى لإحياء تلك الأجواء من جديد، سواءً مع عائلتنا التي تربيّنا معها، أو أسرتنا الجديدة مع أطفالنا… لا زالت مشاعر النوستالجيا تغمر معظمنا، فنعود بذكرياتنا إلى سنوات ولّت، ونبتسم فرحًا وامتنانًا لأننا عشنا تلك الأيام، ونأمل بقضاء لحظات أفضل في رمضان هذا العام.

ولأن أطفالنا يستحقّون هم أيضًا أن يبنوا ذكريات دافئة وسعيدة خلال هذا الشهر الفضيل، فقد جمعت لكم في مقال اليوم عددًا من الأنشطة الرمضانية التي يمكنكم القيام بها مع أطفالكم هذا العام ليكون رمضان 2024 مميّزًا لهم.

مستعدّون؟!

هيا بنا!…

أنشطة رمضانية قبل بداية شهر رمضان

بالنسبة  لي، لم ترتبط ذكرياتي الرمضانية بما كنت أقوم به من أنشطة مع عائلتي خلال الشهر الفضيل وحسب، بل كان الحماس والفرح يبدأ قبل أسابيع عدّة من موعد قدوم الشهر. ولازلت حتّى يومنا هذا أجد ذات المشاعر تنتابني، فتبدأ فعالياتي الرمضانية قبل أسبوع أو عشرة أيام على الأقل. 

تشمل بعض الأنشطة والفعاليات التي يمكنكم القيام بها مع أطفالكم قبل بداية الشهر الفضيل ما يلي:

1- ترتيب البيت وتجهيزه لاستقبال الشهر

لما لا تحثّين أطفالك على إعادة ترتيب غرفهم وربما تغيير ديكورها كنوع من الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل. في نهاية الأمر، هو خير أشهر السنة، وضيف نترقّبه في كلّ عام بكلّ شوق، ممّا يجعله يستحقّ ما يستحقّه أيّ ضيف من تجهيز وإعداد.

ليس من الضروري أن تتضمّن إعادة الترتيب شراء أي أغراض جديدة، فذلك في رأيي الشخصي قد يكون فيه نوع من الإسراف، لكن لا ضير من إضافة شيء جديد بسيط للغرفة. 

قد يكون ذلك، إطار صور، أو شمعة أو فانوسًا أو حتى غلاف وسادة!

الفكرة هنا ليست في الإنفاق وإنّما في القيام بتغيير ولو بسيط في المنزل لاستشعار قرب هذا الشهر الكريم، وتحفيز الأطفال على انتظاره واستقباله بفرح.

2- إعداد الزاوية الرمضانية

وهذا مرتبط بالنقطة السابقة… 

من المهمّ أن ندرّب أطفالنا على الصيام والقيام وقراءة القرآن في رمضان، وأيّ طريقة أجمل من أن نعدّ لهم زاوية خاصّة لهم للقيام بذلك. 

لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الجهد، كلّ ما عليك فعله هو تخصيص إحدى زوايا غرفة طفلك لهذا الغرض، وتزيينها بما يتوفر لديك من أدوات لتكون محراب طفلك الصغير.

إليك بعض الأفكار للقيام بذلك:

• تحويل خيمة اللعب إلى محراب للصلاة من خلال فرش وسائد مريحة، وسجادة صلاة، ووضع مصحف على طاولة جانبية صغيرة.
• تزيين زاوية الغرفة بأضواء رمضانية، ووضع بعض الشموع (يفضل أن تكون شموعًا بلاستيكية تعمل بالبطارية لسلامة طفلك)، بالإضافة إلى سجادة الصلاة، الوسائد، والمصحف الشريف.
• رسم وتصميم واجهة مسجد بالكرتون وتلوينها مع طفلك، ثمّ إلصاقها على الجدار في الزاوية التي تمّ اختيارها، ثمّ إضافة السجادة، الوسائد، بعض الكتب الدينية الميسّرة للأطفال، ومصفح صغير.

الأفكار لا تعدّ ولا تحصى ويمكنك تخصيصها والابتكار فيها يما يتناسب مع ميزانيتك. المهمّ أن يكون هنالك مكان مميّز يشجّع ويحفّز طفلك على أداء العبادات خلال الشهر الفضيل.

3- صناعة وتعليق زينة رمضان مع أطفالك

يمكنك التسوّق مع أطفالك لشراء الزينة الرمضانية، أو صناعتها في المنزل مع صغارك في جوّ من المرح والتسلية. 

ما عليك سوى كتابة “زينة رمضان” على اليوتيوب أو Pintrest لتعثري على عشرات المقاطع والصور التي تشرح لك كيفية صناعة الفوانيس بأشكال مختلفة ومتنوعة ستُفرح طفلك حتمًا.

4- إعداد توزيعات رمضانية

هنالك العديد من أفكار هدايا رمضان التي يمكنك إعدادها مع أطفالك وتوزيعها على الأقارب والأصحاب، أو تقديمها إلى المصلّين في المسجد عند أداء صلاة التراويح. 

تشمل بعض أفكار توزيعات رمضان:

• توزيعات التمر المعبأة في علب أو مغلّفات مخصّصة للشهر الفضيل.
• فوانيس صغيرة مرفقة بحبات من الشوكولا.
• عبوّات ظريفة تحتوي على مسبحات إلكترونية وتمر.
• توزيع مصاحف صغيرة مع مسبحات إلكترونية أو من الخرز.
• سجّادات صلاة مع ثياب صلاة للفتيات الصغيرات.
• علب صغيرة من المكسّرات مرفقة بقصاصات ورقية تحتوي على أدعية رمضانية.

الأفكار كثيرة، بعضها بسيط يمكنك إعداده من موجودات المنزل، وأخرى تتيح لك خيار التسوّق وشراء المستلزمات التي تحتاجينها.

أيًّا كان ما تختارينه، ستكون فرحة أطفالك في كلتا الحالتين كبيرة لا تُضاهى، وستنمّي لديهم حبّ المشاركة والعطاء للغير.

أنشطة رمضانية خلال الشهر الفضيل

وأتى الشهر الكريم أخيرًا، وهلّ علينا هلاله باليمن والبركات، ليملأ أيّامنا بالسكينة والطمأنينة والأجواء الروحانية المميزة. 

ينشغل البعض خلال أيام الشهر بالسهر والتنزّه في الخارج أو بالأمسيات الغنائية والموسيقية في الخيم الرمضانية التي تحفل بشتّى أنواع الفعاليات، فيما يفضّل آخرون أجواءً أكثر هدوءًا، وهو ما أفضّله أنا شخصيًا وأجد أكثر ملائمة للأطفال على وجه الخصوص. 

فما هي الأنشطة العائلية التي يمكنك القيام بها مع أطفالك خلال الشهر الكريم؟ حسنًا… إليك قائمتي واقتراحاتي الخاصّة!

1- الرزنامة الرمضانية وتحديّات رمضان

وفكرتها بسيطة لكنّها تدخل الفرح على الصغار، وحتى الكبار أحيانًا…

كلّ ما عليه فعلم هو إعداد رزنامة بأيام الشهر الفضيل، وتخصيص تحدٍّ لكلّ يوم، حيث أنّه وعند إتمام التحدّي بنجاح يحصل الطفل، أو حتى أفراد العائلة على مكافأة.

يمكنك تصميم الرزنامة على شكل لوحة حائط من الكرتون، وإلصاق عدد من ظروف الرسائل عليها بحيث يمثّل كل ظرف أحد أيام الشهر، وبداخل الظرف السؤال أو التحدّي الواجب إتمامه.

طريقة أخرى، تتمثّل في تصميم الرزنامة على شكل خريطة من 30 محطّة للوصول إلى هدف نهائي في نهاية رمضان، وكلّ محطّة تشمل تحدّيًا يتوجب إتمامه للانتقال إلى المحطّة التالية.

تتنوّع التحديات التي يمكنك إدراجها في الرزنامة الرمضانية، على سبيل المثال:

• التصدّق على المحتاجين.
• حفظ أيات من القرآن الكريم.
• الإجابة عن أسئلة ثقافية ودينية وعلمية متنوعة.
• الالتزام بأداء الصلوات في وقتها.
• الحفاظ على روتين صحّي. 
• زيارة الأقرباء والاطمئنان عليهم.

والقائمة تطول وتطول… باختصار يمكنك اختيار موضوعات التحدّي وأسئلته وحتى جوائزه بما يتناسب مع إمكاناتك وتفضيلاتك.

تصفّح Pintreset للمزيد من أفكار رزنامات رمضان المبتكرة.

2- إشراك الأطفال في المطبخ

نعم… نعلم جميعًا أن المطبخ في رمضان يتحوّل إلى أرض معركة، لاسيّما في السويعات التي تسبق أذان المغرب، وقد تجد بعض الأمهات أنّ في إشراك أطفالهن في عملية الطهي مضيعة للوقت، وزيادة في التعب والفوضى ولا نتيجة تُرجى منه سوى أعمال تنظيف وترتيب إضافية.

لكن… هذا ليس صحيحًا تمامًا… لأنك عندما تشركين أطفالك في عملية إعداد الإفطار الرمضاني، فأنتِ بذلك تعوّدينهم على قيم سامية حقًا… المساعدة، وتقديم يد العون، وكذلك الاعتماد على أنفسهم. 

ليس هذا وحسب، عندما يتعلّم طفلك إعداد طعامه بيديه، سيصبح أكثر قدرة على تقدير الطعام، وتقبّل الوجبات المختلفة، بل وقبول حتّى تلك الوجبات التي لم يكن يفضّلها سابقًا.

وأمّا بالنسبة للأطفال الأكبر سنًّا، فسيكون بمقدروهم التعرّف على الجهد العظيم الذي تبذله أمهاتهن في إعداد موائد الإفطار المتنوعة، وسيشعرون بمزيد من التقدير والامتنان لجهودها.

وهنا قد يُطرح السؤال… 

ما هي الأعمال التي بمقدور الأطفال القيام بها في المطبخ؟

حسنًا، يعتمد ذلك على عمر طفلك… فالأطفال الأصغر سنًّا قد يُكلّفون بأداء مهمّات أبسط، كإعداد طاولة الإفطار مثلاً، فيما يمكن إشراك من هم أكبر سنًّا في أنشطة متقدّمة كطهي بعض الأطباق البسيطة.

إليك فيما يلي بعض الاقتراحات:

• إعداد العصائر الطبيعية المتنوعة.
• تقطيع السلطة.
• غسل الصحون. 
• لفّ وحشو السمبوسك… نعلم جميعًا أنّ الموائد الرمضانية لا تخلو من هذا الطبق اللذيذ!
• إعداد بعض الحلويات السهلة.
• تقشير وتقطيع الخضار.
• إعداد مائدة الفطور.

هنالك دائمًا حاجة إلى يدٍ إضافية في المطبخ، خاصّة في شهر رمضان، فلم لا تضمّين بعض الأيادي الصغيرة إلى مطبخك لتستمتعوا جميعًا بهذه التجربة العائلية المميزة؟!

3- التوعية بأهمية شهر رمضان 

ترتبط ذكريات رمضان لدى الأطفال عادة بالزينة والتجمعات العائلية واختلاف روتين الوجبات، وكثيرون لا يدركون المغزى الحقيقي لهذا الشهر الكريم…

أعني… حتى بعض الكبار لا يزالون يجهلون هذا الأمر، أو لنقل ربما يغفلون عنه بسبب مشاغل الحياة والالتزامات والمتطلّبات العائلية.

وهنا يُصبح شهر رمضان المبارك فرصة لنا كبارًا وصغارًا لنزداد وعيًا بأهميته وفضله وغايته ومغزاه.

من أهمّ الأنشطة الرمضانية التي يمكنك القيام بها مع أطفالك لزيادة وعيهم هي الليالي والسهرات التثقيفية… 

ربّما تخصيص أمسيات لرواية قصص أو مشاهدة برامج مناسبة حول الشهر. أو الحديث عن مواضيع مثل الصدقة في رمضان وفضلها وأهمّيتها. أو أداء صلاة التراويح جماعة مع أفراد العائلة في البيت الواحد… وما إلى ذلك من الفعاليات الدينية المناسب للصغار.

4- المشاركة في الأنشطة التطوعية والإفطارات الجماعية

ليس هنالك بالطبع مع هو أفضل من الصدقة في رمضان، وأحد أشكال الصدقة نشر البسمة على وجه من حُرم منها، وإدخال الفرح إلى قلب يتيم أو محتاج.

تعدّ الأعمال التطوعية من أرقى وأسمى ما يمكن القيام به مع أطفالك لتنمية حبّ العطاء لديهم، وتعزيز سمة العطاء والمشاركة في داخلهم.

ليس هذا وحسب، فمن الجميل حقًا المشاركة كعائلة في إحدى الإفطارات الجماعية التي تنظّمها الجماعات الخيرية لليتامى والمحتاجين، حيث تتضمّن هذه الإفطارات، المساهمة في إعداد الموائد، وتقديم الهدايا وتنظيم مسابقات وجوائز للأطفال وغيرها الكثير… وجميعها ستمنحك وتمنح أطفالك ذكريات مميزّة لا تُنسى…وتسهم في بناء عادة أو تقليد جديد في العائلة قد يستمرّ لسنوات عديدة مستقبلاً.

كانت هذه بعض الأنشطة العائلية الممتعة التي يمكنكم القيام بها خلال شهر رمضان المبارك هذا العام. وأنا متأكدة أن هناك غيرها الكثير.

في النهاية، لكلّ عائلة تقاليدها الخاصّة وعاداتها الرمضانية التي تفضّل التمسّك بها. لكني هنا حاولت أن أختار بعض الأنشطة التي تناسب جميع أفراد العائلة، والتي تضفي متعة على أيام الشهر دون أن تكون على حساب العبادة والطاعة، والأهم من ذلك كلّه ألا تُذهب المعنى والمغزى الحقيقي لهذا الشهر العظيم.

ولربما من الصعب حقًا أن نشعر بالسعادة الحقيقية ولنا إخوان وجيران يعانون الأمريّن في ظلّ حرب قاسية أقلّ ما يُقال عنها أنّها غير إنسانية ومروّعة… لكن يبقى الأمل بأنّ القادم أفضل، وأنّ الشمس لابدّ ان تشرق من جديد… 

وتبقى قلوبنا تتهدّج بالدعاء والصلاة لأنّ يكون هذا الشهر الكريم شهر سلام وسكينة وفرج على كلّ مظلوم…

تابعوني على الفسبوك وانستغرام للمزيد من المقالات المفيدة والأفكار الدافئة التي آمل أن تسهم في جعل كلّ لحظة من لحظات يومكم أفضل بقليل!