نحن نعيش في عالم منفتح، يركّز على الأشخاص الاجتماعين، ويسعى قدر الإمكان إلى تحقيق مزيد من التواصل والتفاعل الاجتماعي بين الأفراد.
المحتويات
- كيف أكون سعيدا كـ “شخص انطوائي”؟
- 1- لا تعقّد الأمور
- 2- لا تأخذ كلّ الأمور بشكل شخصي
- 3- توقف عن القلق بشأن ما يظنّه الآخرون عنك
- 4- لا تلُم نفسك على أمر فعلته أو قلته
- 5- تعلّم أن تتقبل
- 6- لا تقارن حياتك بحياة الآخرين
- 7- لا بأس إن قلت “لا”
- 8- حدّد أولوياتك
- 9- لا تجعل من الحبّة قبّة!
- 10- اختر رفقتك بعناية
وأن تكون انطوائيًا في هذا العالم، فأنت على الأغلب تعيش تحت ضغط كبير. لاسيّما وأنّ الكثيرين لا يزالون يعتقدون أنّ الانطوائية مرض لابدّ من التشافي منه. وكثيرًا ما ينهال المجتمع على الانطوائيين بنصائح وجمل لحثّهم على “الخروج” من قوقعتهم والسعي ليكونوا أكثر انفتاحًا والتحدّث مع الآخرين وتبادل الأحاديث الصغيرة مع كلّ شخصٍ يقابلونه تقريبًا!
وأسوأ ما في الأمر أنّ هذا الضغط يأتي أولاً من أقرب الناس إليك، الأهل والعائلة… فنجد الآباء يجبرون أبناءهم (الانطوائيين) على الخروج واللعب مع أصدقائهم وأقربائهم من صغار السنّ، وينهالون عليهم بمحاضرات طويلة حينما يقضون أوقاتًا أطول في غرفهم سعيًا لشحن طاقتهم من جديد، ممّا يجعل حياة الانطوائي في نهاية المطاف تحدّيًا صعبًا ومرهقًا ومستنزفًا على كافة الأصعدة.
ومع التقدّم في السن والانتقال إلى مرحلة الشباب، وبعد أن تفهم أخيرًا طبيعة شخصيتك الانطوائية، وتعتقد أنّك قد وصلت إلى برّ الأمان لأنّك أصبحت المتحكم الوحيد في حياتك، وأدركت أنّك لا تعاني من مرض نفسي، بل هذه طبيعتك وسماتك الشخصية، ستُفاجأ مع الأسف بتحديّات جديدة تواجهك.
بيئة عملك تتطلّب منك أن تكون أكثر انفتاحًا، والحياة ليست رحلة سهلة رائقة في جميع الأوقات… ستكون هناك مفاجآت على الدوام، وظروف غير مواتية في كلّ وقت، وأمور ومهامّ عليك أن تتحدّى فيها سماتك الانعزالية وتظهر جانبًا اجتماعيًا منك لتجاوزها، ممّا قد يجعلك أكثر تعبًا وإرهاقًا، ويستنزف المزيد بطاقتك، لينتهي الأمر بك وأنت تفكّر في أمر واحد فقط:
“الحياة صعبة وشاقّة بالنسبة لي…. الحياة تعيسة، ومن المستحيل أن أجد السعادة كـ شخص انطوائي…”
لكن… هذه الأفكار ليست صحيحة تمامًا… يمكنك أنت أيضًا أن تعيش حياة سعيدة كـ شخص انطوائي، وأن تصل إلى الرضى والهدوء النفسي الذي ترى الكثيرين من حولك من الأشخاص المنفتحين يعيشونه.
فكيف ذلك؟ وما هو السبيل للوصول إليه؟
كيف أكون سعيدا كـ “شخص انطوائي”؟
إليك 10 طرق وأفكار يمكنك أن تبدأ بتطبيقها لتعيش حياة أفضل كانطوائي في عالم منفتح يركّز على الاجتماعيين!
1- لا تعقّد الأمور
ولا أعني بذلك أن تحرم نفسك من الحصول على ما تريده حقًا، على العكس تمامًا، حينما تأخذ الأمور ببساطة، ستحصل في الغالب على ما تريده وتتمنّاه بسلاسة وسهولة أكبر.
عندما تكون صادقًا وواضحًا حول ما تريده حقًا من البداية، ستتجنّب افتعال الكثير من التوتر والتعقيد في حياتك وحياة الآخرين.
بمعنى آخر….عبّر عن نفسك واحتياجاتك وما تريده بوضوح. إن كنت لا ترغب في حضور ذلك الحفل الذي دعاك إليه صديقك، فأخبره بذلك من البداية، بدلاً من الموافقة، ثمّ الذهاب وقضاء وقت تعيس، وإشعار صديقك بالسوء وهو ما قد يؤدي إلى شجار بينكما في النهاية!
أعلم أنّ التحدّث والتعبير عن رغباتك الحقيقية قد يكون صعبًا بالنسبة لك كـ شخص انطوائي، لا سيّما إن كنت قد اعتدت ولوقت طويل على إخفاء مشاعرك وآرائك الخاصّة، لكن…حان الوقت لتغيير ذلك.
اكتب ما تفكّر فيه على مذكّرتك الخاصة، تدرّب على التعبير عن احتياجاتك ورغباتك بالكتابة ثمّ بالكلام أمام المرآة، أو أمام صديق مقرّب، وابدأ بعدها بالتعبير عن احتياجاتك على العلن.
تذكّر، كما أنّ للآخرين الحقّ في التعبير عن آرائهم واحتياجاتهم ورغباتهم، فأنت ايضًا لك الحقّ في ذلك، وكما أنّ لهم الحق في القبول والرفض، فلك الحقّ أنت أيضًا… لذا، عبّر عن نفسك وتقبّل حقيقة أنّ البعض قد يتضايق من رغباتك وآرائك…هذا أمر طبيعي، وهو ليس خطأك ما دمت قد استخدمت أسلوبًا حضاريًا هادئًا، وعبّرت عن رأيك دون تجريح أو إيذاء.
هل تتقن فن الحياة؟ 12 علامة تدل على أنك لا تفعل
2- لا تأخذ كلّ الأمور بشكل شخصي
كأشخاص انطوائيين، نحن على الأغلب نعاني من التفكير الزائد المفرط في كلّ شيء من حولنا، وفي كثير من الأحيان نفسّر أقوال الآخرين وأحاديثهم بل وملاحظاتهم بشكل شخصي، كما لو أنّهم يتقصدوننا على وجه الخصوص.
حسنًا، دعني أخبرك بسرّ مهمّ…
لا أحد يستيقظ من نومه صباحًا وفي نيّته مضايقتك وتحويل حياتك إلى جحيم! فالناسُ يهتمّون عادة بأفعالهم وتصرّفاتهم الخاصّة وجعل حياتهم أفضل أكثر من اهتمامهم بجعل حياتك أسوأ!
بدلاً من التفكير فيما وراء كلام الآخرين وتصرّفاتهم وما إذا كانت مقصودة أم لا، اجعل حياتك أسهل وافترض حسن النيّة دائمًا. في هذه الحالة، حتى وإن تقصّد أحدهم مضايقتك، لن يتمكّن من تحقيق مراده لأنك لم تأخذ الأمر بشكل شخصي وسينقلب السحر على الساحر، فيشعرُ بالسوء من كانت نيّته مضايقتك.
3- توقف عن القلق بشأن ما يظنّه الآخرون عنك
لن يحبّك الجميع مهما حاولت أن تفوز بقلوبهم. حقيقة قد تكون مؤلمة للبعض، لكن…هذا هو الواقع.
ولهذا السبب فأفضل ما يمكنك القيام به هو أن تكون أحسن نسخة من نفسك، أن تكون صادقًا مع نفسك وتظهر للآخرين شخصيّتك الحقيقية دون تمثيل أو تظاهر.
إن أحبّوك فهذا رائع، وإن لم يفعلوا فتلك ليست مشكلتك، في نهاية المطاف أنت أيضًا لا تحبّ كلّ شخص على هذه البسيطة، وتفضّل بعض الأشخاص على البعض الآخر…إنّه أمرٌ طبيعي تمامًا.
بدلاً من إنفاق طاقتك لتُرضي الجميع وتجعلهم يحبّونك، تقبّل نفسك وأحبّ ذاتك كما أنت، واستغلّ طاقتك هذه في تطوير نفسك لتكون شخصًا أفضل في كلّ يوم.
4- لا تلُم نفسك على أمر فعلته أو قلته
بعد يوم مرهقٍ طويل، تضع رأسك على الوسادة أملاً في الحصول على قسط من الراحة. تشعر بأنّ جفنيك ثقيلان جدًّا وتوشك على الغوص في نوم حلو لذيذ، لكن…
فجأة تمرّ أمام عينيك أحداث اللقاء الأخير مع أصدقائك، وتتذكّر تلك الجملة التي قلتها أو ذلك التعليق الذي أدليت به. ربّما تتذكّر كيف كانت صوتك منخفضًا جدًّا عندما قلت شكرًا لأحدهم! أو تستعيد في مخيّلتك ذلك الموقف المحرج قبل عدّة سنوات في المطعم…
وبعد أن كنت على وشك أن تحظى بليلة هانئة، تجد نفسك وقد غرقت في دوامة من الشعور بالإحراج والذنب لتصرّفاتك، وتلوم نفسك على ما فعلت أو قلت… موقف يجرُّ موقفًا آخر، وحادثة تتبعُ حادثة إلى أن تشرق الشمس ولم يغمض لك جفن…
هذا الأمر كثير الحدوث بالنسبة للأشخاص الانطوائيين الذين غالبًا ما يركّزون على دواخلهم، مّما يؤدي إلى جلد الذات باستمرار.
لا تقسو على نفسك… تذكّر أنّه لا يمكنك إعادة ما مضى، اترك الماضي حيث ينتمي وبدلاً من لوم نفسك باستمرار، ركّز على ألاّ تكرّر أخطاءك في المستقبل، وأن تتعلّم منها.
الطفل الداخلي: طريقك لتستكشف أعماقك وتتعافى من الماضي
5- تعلّم أن تتقبل
يُعرف عنّا نحنُ الانطوائيون بأننا نأخذ وقتنا بشكل عام قبل الدخول في أيّ علاقة جديدة. ولكن… حينما نتعلّق، فنحن نستثمر كلّ طاقتنا ومشاعرنا في العلاقة. وعندما نشعرُ بأنّنا نقدّم كلّ ما لدينا ونمنح من وقتنا واهتمامنا الشيء الكثير، بينما لا يفعل الطرف الآخر الأمر نفسه، نُصاب بالإحباط وخيبة الأمل.
لكن، ما قد نغفل عنه هو أنّ الطرف الآخر بالفعل يقدّم هو أيضًا كلّ ما لديه. وربّما ما يقدّمه مختلف عمّا كنّا نتوقع وحسب، وهنا يأتي دور التقبّل في جعل حياتنا أسهل كأشخاص انطوائيين.
لا أعني ان تتقبّل كونك في علاقة غير صحيّة، أو مؤذية او مؤلمة، ولكن ما أعنيه هو أن تحاول فهم شريكك بشكل أفضل. إن كان هذا الأخير يقف معك في الأوقات الصعبة، ويدعمك في أغلب المواقف ويُشعرك بالأمان، لكنه على سبيل المثال لا يراسلك أو يحادثك باستمرار إن غبت عنه كما تفعل أنت، فذلك لا يعني بالضرورة أنّ علاقتكما سيئة.
تعلّم أن تتقبّل ما لا يمكن تغييره في علاقاتك مع الآخرين… تذكّر دومًا، لا يمكنك تغيير الآخر، ولكنك تستطيع بلا شكّ أن تغيّر نظرتك وردّة فعلك على تصرّفاتهم.
6- لا تقارن حياتك بحياة الآخرين
وهذه النصيحة موجهة للانطوائيين وغيرهم. فالطريق الأقصر والأسرع للتعاسة هو أن تقارن حياتك بغيرك.
ليس هناك شخص على هذه البسيطة ينعم بحياة مثالية في كلّ لحظة ودقيقة من يومه. ولكن هذا بالضبط ما يحاول كلّ شخصٍ إثباته من خلال حمّى السوشيال ميديا ومشاركة اللحظات السعيدة فقط.
ما يبدو لك على أنّه حياة مثالية قد يكون مختلفًا كلّ الاختلاف على أرض الواقع. وكلّ منّا يواجه مشاكل وصعوبات ويعيش تحدّيات لا يعلم عنها أحدٌ سواه.
تذكّر أنّ لك دربك الخاصّ في الحياة، وقد يختلف معنى النجاح والسعادة من شخص لآخر، فإن كان النجاح بالنسبة للغير هو المال الوفير والمرتبة العالية، فهو ربّما سفرٌ وقضاء وقت مع العائلة بالنسبة لك.
ضع لنفسك دربك الخاصّ وأهدافك الخاصّة وسر نحو تحقيقها. وإن وجدت أنّ هناك من يمتلكون أهدافًا مماثلة لك، فاحرص على أن تتعلّم من نجاحاتهم وأخطائهم بدلاً من مقارنة نفسك بهم.
هل الانطوائية مرض؟ كيفية التعامل مع الشخصية الانطوائية
7- لا بأس إن قلت “لا”
وقتك ثمين، فلا تنفقه على ما لا فائدة منه فقط لأنك لا تستطيع أن تقول “لا” لأحدهم عندما يطلبُ منك معروفًا. إن لم تكن ترغب في فعل امرٍ ما، فارفض ببساطة!
أن تقول “نعم” بدلاً من “لا” سيجعلك تغرق في دوّامة من الغضب والشعور بأنك ضحيّة للاستغلال. ومع مرور الوقت ستضطرّ لتمثيل بأنك على ما يرام في وقت أنّت فيه تحت ضغط شديد ممّا يسبّب لك التعاسة ويعقّد حياتك أكثر.
“لا” ستسهّل حياتك كثيرًا، فلا تتردّد في استخدامها عند الحاجة دون أدنى شعور بالذنب.
8- حدّد أولوياتك
عندما تعرف ما هو مهمّ بالنسبة لك، ستتمكّن من وضع خطّة واضحة لما ترغب بتحقيقه والوصول إليه.
لتجعل حياتك أسهل كـ شخص انطوائي، تعلّم أن ترتّب أولوياتك. أن تتعرّف على ما هو مهمّ بالنسبة لك وتركّز عليه سواءً على الصعيد المهني أو العاطفي أو الروحي او غيرها.
أعني… نحنُ الانطوائيون نحبّ التخطيط والتنظيم بشكل عام، التعرّف على أولوياتنا وكتابتها سيكون بالنسبة لنا خطّة الحياة التي سنسير عليها وتساعدنا في اتخاذ قرارات أفضل.
9- لا تجعل من الحبّة قبّة!
عندما لا يسير أمرٌ ما كما هو مخطّط له، ذلك لا يعني أنّها نهاية العالم!
مرّة أخرى، يعود التفكير المفرط ليزيد الأمور سوءًا ويجعل حياتك كانطوائي أصعب وأكثر تعقيدًا. كلّما حدث أمر ما بعكس ما هو مخطّط له، ستجد نفسك وقد بنيت سيناريوهات لا علاقة لها بالواقع في رأسك، وجميعها كارثية تقود إلى ما لا يمكن تخيّله أو تحمّله.
تعلّم ألاّ تجعل من الحبّة قبّة… انتبه لنفسك عندما تبدأ بنسج حكايات كارثية في رأسك… خذ وقتًا مستقطعًا، وابدأ بكتابة أفكارك وتمحيصها بالمنطق، حاول أن تفهم سبب إحساسك بهذه المشاعر السيئة، ودوّن ما يمكنك فعله لتجنّب هذه المشاعر في المرة القادمة إن تكرّر نفس الموقف.
10- اختر رفقتك بعناية
الرفقة الجيّدة قد ترتقي بك إلى الأعالي فيما قد تهوي بك الرفقة السيئة إلى الحضيض، فاحرص على أن تختار رفقتك بعناية.
من المعروف عنّا كأشخاص انطوائيين أنّنا غالبًا ما نفقد طاقتنا في التجمّعات الكبيرة، ولكن هذا ليس كلّ شيء، فنحن أيضًا قد نفقد طاقتنا عندما نكون برفقة الشخص الخطأ، لذا احرص دومًا على اختيار أصدقائك بعناية.
انتبه لنواقيس الخطر والعلامات الحمراء في علاقتك مع أيّ شخً جديد، ولاحظ كيف يؤثر الأشخاص من حولك على مشاعرك وأحاسيسك بشكل عام.
أولئك الذين تشعر أنك بحاجة إلى فترة راحة بعد الاجتماع معهم لا يستحقّون على الأغلب أن يكونوا في حياتك، أمّا من تشعر بأنّك قد شحنت طاقتك معهم، وعدت من لقائهم يملؤك الحماس والنشاط، فهم من عليك التركيز على قضاء وقت أطول معهم، فاختر رفقتك بعناية!
لا تنسَ متابعتنا على انستغرام وفيسبوك للمزيد من المحتوى المميز والتحفيزي.