كيف أحب شريك حياتي بالطريقة الصحيحة؟
كيف أعبّر عن حبي لعائلتي؟
كيف أظهر الحبّ لصديقاتي؟
وما هو الحبّ بالنسبة لي؟
المحتويات
لكلّ شخصٍ رأيه الخاصّ حول الحبّ، وطريقة التعبير عنه لعائلته وأصدقائه وشريك حياته… والعالم في حمّى حول كيفية التعبير عن هذه المشاعر. الكلّ يسعى لإيصال مشاعره هذه للآخرين، ويحرصُ كلّ الحرص على ألاّ يُساء فهمها أو تفسيرها، لأننا نعلم جميعًا عاقبة هذا الأمر…
أن يُساء تفسير مشاعرنا المُحِبّة، أو أن نتعرّض للرفض هو من أقسى وأمرّ المشاعر التي يمكن أن تنتابنا…
البعض يتحطّم وينكسر قلبه في المرّة الأولى، ثمّ يتحوّل بعدها إلى شخصٍ قاس بارد المشاعر لا يتأثّر بالانكسارات، وذلك ليس سوى قناعًا في كثير من الأحيان لإخفاء خوفه من تجربة الحبّ مرّة أخرى…
البعض الآخر لا يتعلّم من انكساره، ويستمرّ في الحبّ والعطاء بكلّ ما يملك، وفي كلّ مرّة تُرفض مشاعره فيها أو يُساء فهمها، فإنه يغرق في ذات دوّامة الحزن والانكسار والاكتئاب… وعلى الأغلب سيُرفض كثيرًا… وكلّما تكرّر الرفض، زادت رغبته في العطاء وتقديم المزيد والسعي بجهد أكبر لنيل حبّ الآخرين…
قد تفكّر عزيزي القارئ أن الخيار الأوّل أفضل ويضمن لك عيش حياة هانئة بعيدًا عن وجع القلب وحرقة الدموع وألم الانكسار…
وربّما يفكّر قارئ آخر، بأن الأصحّ هو الاستمرار في العطاء والحبّ برغم كلّ شيء، لأنه وفي عالم مثالي سريالي، سيأتي يوم ما ويقدّر الآخرون مشاعره، وسيحظى بالنهاية السعيدة التي يراها في المسلسلات والأفلام، ويختتم بها الروايات والكتب…
برأيي… أعتقد أنّ لا هذا ولا ذاك صحيح!!
فالخياران السابقان أحلاهما مرٌّ، وكلاهما برأيي يحولان دون أن يعيش المرء هانئ البال، مرتاح السرائر متذوّقًا حلاوة ولذّة الحياة كما أرادها الله لنا…
إننّا نعيش في كون متوازن يسير وفق نظام رزين لا يحيد عنه قيد أنملة، وكذلك يجب أن نكون نحن في حياتنا وشؤوننا ومشاعرنا…
ولأن هذا المقال يتناول جانبًا واحدًا من جوانب كثيرة في حياتنا، ألا وهو الحبّ، فلنتحدّث عن حبّ الذات الصحّي، الذي يعدّ نقطة الاتزان في ميزانٍ أحدُ طرفيه العطاء الزائد حدّ الحماقة، والطرف الآخر تبلّد المشاعر حدّ فقدان الإنسانية…
لأنه وحينما تحبّ نفسك بالشكل الصحيح، سيصبح في وسعك أن تحبّ الغير بصورة صحيحة متزنة تجنّبك الكثير من الألم والعذاب، وتحميك من الوصول إلى مرحلة اللامبالاة المطلقة!
وكي نتحدّث عن الحبّ، فلا بدّ لنا أوّلاً من أن نتكلّم لغة الحبّ…أو بالأحرى “لغات الحبّ”!
ما هي لغات الحبّ؟
كثيرًا ما نسمع عن مصطلح “لغات الحبّ” أو “لغات الحبّ الخمسة” على وجه التحديد المتداول على وجه الخصوص بين الأزواج والعاشقين…
في الواقع، كان أوّل ظهور لهذا المصطلح في عام 1992 عندما أصدر غاري تشابمان كتابًا يحمل عنوان: “لغات الحب الخمسة: كيف تعبّر عن حبّك العميق لشريك حياتك” والذي يحدّد فيه خمس طرق أساسية لعيش الحبّ واختباره والتعبير عنه للشركاء العاطفيين.
يلخّص الكتاب كلّ ما يفعله الشخص للتعبير عن حبّه، أو ما يفكّره عن الطريقة التي يريد أن يُحَبَّ بها في خمسة أساليب أساسية أطلق عليها “لغات الحبّ” وهي كما يلي:
- التوكيدات وكلمات التأثير.
- التواصل الجسدي.
- تقديم الخدمات.
- الهدايا.
- تخصيص الوقت للشريك.
كلّ طريقة كما ترى تعبّر عن نفسها، ويندرج تحتها العديد من الأفعال والتصرفات التي يمكن للشخص أن يعبّر بها عن مشاعره، أمّا قواعد ومبادئ لغات الحبّ الخمسة هذه فهي بسيطة يسيرة.
كلّ ما عليك فعله هو خوض اختبار لغات الحبّ الخمسة أنت وشريكك العاطفي ليتعرّف كلّ منكما على لغة الحبّ المناسبة له.
من الجدير بالذكر أنّ نتيجة الاختبار تكون عادة عبارة عن نسب متفاوتة من كلّ لغة، ممّا يعني أنّك أكثر ميلاً للشعور بالحبّ والتعبير عن الحبّ بإحدى اللغات الخمسة.
هذا الاختبار يساعدك على فهم ما يفضّله شريك حياتك، وما يراه طريقة للتعبير عن اهتمامك به. فإن كان لغته “تخصيص الوقت”، ستجده ممتنًا لقضائك عطلة نهاية الأسبوع معه أكثر من امتنانه لتلك الهدية الغالية التي قدّمتها له في عيد ميلاده! والتي ربّما كانت طريقتك للتعبير عن حبّك، لأنّ لغتك هي “الهدايا”!
أرأيت الآن ما الأثر الذي يمكن لاستكشاف لغات الحبّ الخمسة أن يحدثه على علاقاتك؟
إن تمّ فهم هذا المبدأ جيدًا فإن له فعل السحر على العلاقات! وليس العلاقات العاطفية وحسب، بل يمتدّ ليشمل كافة العلاقات الإنسانية… وحتى علاقتك مع نفسك!
وهذا بالضبط ما أريد أن أحدّثك عنه في هذا المقال…
لقد أسهب خبراء العلاقات وعلماء النفس في الحديث عن لغات الحبّ الخمسة وآثارها في تحسين العلاقات العاطفية وإنقاذها من الانهيار، لكن ما لم يتطرّق إليه الأغلب، هو مدى أهمية تطبيق هذه اللغات على النفس قبل الشريك…
لعلّك سمعت من قبل بالمثل القائل، “فاقد الشيء لا يعطيه”، وهذا ينطبق على مشاعر الحبّ أيضًا، فكيف لك أن تحبّ الغير إن لم تكن تحبّ نفسك؟! وأعني هنا…تحبّها حبًّا صادقًا صحيًّا بعيدًا عن الغرور والإيجو والنرجسية…
هل تشعر بأنك لا تستحقّ الحب؟ ربما حان الوقت لتكتشف السبب وراء ذلك!
ولأن الحبّ شعور أوسع وأكبر من أن ينحسر في حبّ الشريك العاطفي، فكذلك لغاته الخمسة هي أوسع وأشمل ويمكن تطبيقها وتسخيرها لفهم أعماقك بصورة أفضل وبالتالي حبّ نفسك حبًّا صحيًّا يضمن لك التعبير عن حبّك للغير وتقبّله منهم دون أن تقع فريسة انكسار القلب، أو تحوّله إلى جليد!
فكيف تعبّر عن حبّك لنفسك باستخدام لغات الحب؟!
"لتقول "أنا أحبّك" عليك أن تتعلّم أولاً معنى "أنا"" عين راند
لغات الحب الخمسة، هذه المرّة لتحبّ نفسك
بداية وقبل أن أتطرّق للحديث معك حول كيفية التعبير عن حبّك لنفسك بكلّ واحدة من اللغات الخمسة، سأدعوك إلى تقديم الاختبار، والتعرّف على لغة الحبّ الخاصّة بك…
يمكنك تقديم الاختبار والعثور على نتيجتك من خلال موقع The Love Languages.
..
…
…..
هل حصلت على نتيجتك؟
حسنًا…تكون النتائج عادة متفاوتة، ربما ستجد أنّ إحدى اللغات طاغية بنسبة قصوى، وقد تكون ممّن يفضّلون التعبير عن حبهم بطرق وأساليب مختلفة، ممّا يعني أن نتيجتك على الأرجح ستكون عبارة عن نسب متقاربة.
أيًّا كانت النتيجة، يمكنك في جميع الأحوال الاستفادة منها في تعزيز حبّك لذاتك. فيما يلي عدّة طرق وأساليب للتعبير عن حبك لنفسك باللغات الخمسة. ولك حريّة الاختيار بين التركيز على واحدة منها، أو تطبيقها جميعًا!
أولا: التوكيدات وكلمات التأثير
هل أنت ممّن يلقون بالاً للكلمات؟ وهل تجد العزاء عادة في جملة تقرؤها على السوشيال ميديا، أو عبارة يقولها لك أحدُ المقرّبين منك؟
هل تشعر بأنّ لكلمات التشجيع والمديح أثر السحر عليك؟
إن كانت إجابتك بـ “نعم” فالتوكيدات وكلمات التأثير هي بلا شك لغة الحبّ الخاصّة بك!
وهذا يعني أنّك شخصٌ داعم تستمع إلى أحبائك وتزن كلامك جيدًا قبل أن تنطق به… تعبّر عن حبّك واهتمامك بأصدقائك وشريك حياتك بالكلام والمديح وتغدقهم بعبارات التشجيع والدعم.
لكن، حينما يتوقّف الأمر على نفسك، فربّما تنسى المديح والعبارات الطيبة، وتستبدلها بجَلدٍ قاس للذات، وحديث سلبي مُثبّط متناسيًا أنّك أنت أيضًا تستحق الحب، وتستحق أن تحصل عليه من نفسك قبل أيّ شخص آخر. لذا، حان الوقت لتستبدل حديثك السلبي مع نفسك بآخر أكثر إيجابية.
قد أسمعك تقول: “ولكني لستُ ناجحًا كهذا أو ذاك.” “لست جميلة كهذه أو تلك…”، ربّما يخطر ببالك كلّ مميزات أصدقائك ومعارفك الذين تمدحهم باستمرار وتجد نفسك أقلّ منهم…
دعني أخبرك شيئًا…
لا أحد منّا مثالي، ولكلّ منّا نقاط ضعف وجوانب مظلمة لا يريد للآخرين أن يروها..حتى أكثر الناس نجاحًا وجمالاً وقوّة، لديهم نقاط ضعف، وهذا أمر طبيعي للغاية.
من الطبيعي ألاّ تكون كاملاً، ومن الطبيعي ألاّ تكون بارعًا في شيء يبرع فيه صديقك، لكنّك حتمًا تحسن القيام بأمر يجده الآخرون صعبًا عليهم.
تقبّل هذا الاختلاف بينك وبين الآخرين، وابدأ بالتعبير عن حبّك اللامشروط لنفسك بالكلمات والتوكيدات.
إليك بعض الأفكار لتطبيق ذلك:
- اقتني دفتر يوميات خاصّ، واكتب فيه كلّ يوم 3 أشياء تحبّها في نفسك.
- اُكتب لنفسك كلّ يوم رسالة قصيرة، رسالة لطيفة تذكّر فيها نفسك بالأمور الجيدة والإيجابية التي قمت بها. ليس من الضروري أن تكون أمورًا عظيمة، كتحقيق ربح كبير، أو الفوز ببطولة رياضية… في بعض الأحيان، مجرّد الصمود خلال اليوم وأداء مهامّك الاعتيادية إنجاز بحدّ ذاته.
- اختر مجموعة من التوكيدات المحببة لقلبك، ذات العلاقة بحبّ الذات، واكتبها في وريقات صغيرة ثمّ ضعها في علبة وافتح كلّ يوم واحدة منها، واجعلها توكيدك لليوم… كرّرها بينك وبين نفسك خلال اليوم، ولاحظ الفرق!
- اجعل من مدح نفسك (بتواضع) عادة… امدح نفسك عندما تقف أمام المرآة وقد تأنقت للخروج، امدح نفسك عندما تتمّ عملاً بنجاح، امدح نفسك حينما تواجه موقفًا صعبًا وتتعامل معه بحكمة… لكن انتبه من الغرور والكبر، فالهدف هنا أن تقدّر ذاتك دون أن تقلّل من قيمة الآخرين، أو تشعرهم بأنّك أعلى منهم.
هل لديك أفكار أخرى؟ لا تتردّد في في تجربتها، وشاركنا إياها من خلال التعليقات على صفحتنا في الانستغرام أو الفيسبوك!
ثانيا: التواصل الجسدي
حسنًا، من السهل الحديث عن التعبير عن الحبّ للآخرين من خلال التواصل الجسدي، فالأمر واضح بديهي!
يمكنك أن تمسك بيد من تحبّ، أو تحتضنه أو تربّت عليه لتشعره بمدى اهتمامك بأمره وحبّك له.
ولكن… إن كان التواصل الجسدي هو لغة الحبّ الخاصّة بك، فكيف لك أن تعبّر من خلاله عن اهتمامك بنفسك وحبّك لذاتك؟!
أجل، قد يقول البعض، احتضن نفسك لكنّنا ندرك جيّدًا أن ذلك لن يمنحك ذات الشعور الذي تحصل عليه عند احتضان طفلك أو شريك حياتك أو أحد والديك…
في الواقع إن نظرنا يُقصد بالتواصل الجسدي، ما يحسّه جسدك بحواسّه الخمسة: اللمس، البصر، السمع، الشمّ والتذوّق…
الاحتضان أو إمساك يد من تحبّ يعبّر عن جزء واحد من لغة الحبّ هذه… إحساس جسدك من خلال اللمس
لذا، وحين نتفكّر في الأمر قليلاً، نجد أنه يسعك التعبير عن حبك لنفسك من خلال الحواس الأخرى…
تستطيع مثلاً تجربة أيّ من الآتي:
- اطهو لنفسك وجبة تحبّها أو كافئ نفسك بطبق لذيذ تستمتع به.
- استمع للموسيقى التي تفضّلها وارقص على أنغام الأغاني المفضّلة لديك.
- دلّل نفسك بحمّام منعش واستعمل بعض المنتجات العطرية التي تمنحك شعورًا بالاسترخاء والراحة.
- استشعر الدفء من خلال اقتناء بطانية ناعمة والالتفاف فيها في أيام الشتاء الباردة… نعم هذا شكل من أشكال حبّ الذات من خلال التواصل الجسدي!
- احصل على جلسة تدليك في مركز متخصص لتخفّف التوتر وتريح عضلاتك.
- التمارين الرياضية والنشاط الجسدي أمران مهمّان وطريقتان مفيدتان للغاية لتعبر عن حبك لذاتك.
- شاهد فيلمًا محبّبا، أو متّع ناظريك بمنظر طبيعي يستهويك…
باختصار أيّ نشاط تدلّل به حواسك، هو طريقة للتعبير عن حبك لذاتك من خلال التواصل الجسدي…فأطلق العنان لإبداعك وابتكر نشاطاتك الخاصّة!
ثالثًا: الهدايا
وهي لغة لا تحتاج إلى الكثير من الشرح والتفسير…
البعض منّا يعبّر عن حبه واهتمامه للآخرين باقتناء الهدايا وتقديمها لهم، ويجد في تلقي الهدايا (مهما بلغ حجمها وتكلفتها) شكلاً من أشكال الحب من طرف الآخرين.
إن كنت تضع الكثير من الجهد والتفكير في إعداد الهدايا لأحبابك وتقديمها لهم في المناسبات ومن دون مناسبات، وإن كنت تجد في شراء الهدايا وتغليفها بل وحتى صناعتها، فلغة الحبّ الخاصّة بك هي على الأرجح الهدايا.
وكما للآخرين نصيب من هداياك المميزة، اجعل لنفسك مكانًا في القائمة أيضًا…
- اشتري لنفسك منتجًا أحببته. قد يكون ذلك ملابس أو عطورات، كتابًا أو دراجة أو جهاز هاتف…الخ، ليس المهمّ أن تكون الهدية ثمينة بقدر أن تكون ذات قيمة معنوية بالنسبة لك.
- استثمر في نفسك… إنها في الواقع أعظم هدية معنوية يمكن أن تقدّمها لنفسك. تعلّم شيئًا جديدًا، هواية، مهارة…رياضة… الخ. استثمر في نفسك لتكون شخصًا أفضل.
- كافئ نفسك بهديّة قيّمة من حين لآخر. بالإضافة إلى الهدايا البسيطة اليومية، ابدأ بالادّخار لتهدي نفسك شيئًا قيّما. كرحلة إلى بلدك المفضّل مثلاً، أو شراء سيارة أو جهاز ثمين. هذا الأمر لن يسعدك فقط (لأنك حصلت على هدية) ولكنّه سيعلّمك أيضًا حسن إدارة أمورك المالية. ويُكسبك مهارة تعدّ واحدة من أهمّ المهارات في العصر الحالي!
رابعًا: تقديم الخدمات
عندما تكون لغة الحبّ الخاصّة بك هي تقديم الخدمات، ستكون في علاقاتك عمليًا، تساعد شريك حياتك أو من تحبّ في أعمالهم وتبذل جهد للتخفيف من الضغوطات التي يعانون منها.
والحال ذاته مع نفسك… كن خدومًا لنفسك أوّلا.
كيف؟!
حسنًا، إليك بعض الأفكار:
- نظّم حياتك: إنها أحد أعظم الخدمات التي ستقدّمها لنفسك، والتي ستشكر نفسك عليها مستقبلا. اجعل لنفسك روتينًا منظّمًا، صحيًّا وواضحًا.
- رتّب بيئتك التي تعيش فيها، وأعني هنا منزلك ومكان عملك. احرص على إبقاء هذه المساحات نظيفة مرتّبة، وخصّص يومًا لذلك خلال الأسبوع.
- أكمِل الواجبات المترتبة عليك في قائمة مهامّك… نعم أسدِ لنفسك خدمة، واكتب قائمة بمهامّك اليومية ثمّ احرص على إتمامها. سيمنحك ذلك شعورًا بالإنجاز وإحساسًا أفضل بقيمتك لنفسك.
- استبق المهام: وهي مرحلة متقدّمة من سابقتها… حاول أن تنهي مهمّة أو اثنتين من مهامّك المحدّدة للغد أو للأيام اللاحقة، ولاحظ أثر ذلك على نفسيّتك وشعورك العام.
خامسًا: تخصيص الوقت
هل تستهويك الأحاديث العميقة، والجلسات الدافئة مع أصدقائك أو شريك حياتك؟
هل تستمتع بحوار مسترسل مع صديقك وتتحمّس لنزهة معه أكثر من حماسك لتلقّي الهدايا أو سماع كلمات المديح؟
إذن أنت على الأرجح تجد في تخصيص الوقت ذي الجودة العالية قيمة عالية تعبّر عن الحبّ والاهتمام.
بالنسبة إليك، أن تولي أهمية كبيرة لمنح وقتك لمن تحبّ، ويُفرحك كثيرًا أن يكون لك لحظاتك الخاصّة التي لا يقطعها شيء عندما تكون مع من تحبّ.
وهنا نعود ونذكّر ونتذكّر معًا أنّ لنفسك عليك حقّ أيضًا، ومن المهمّ أن تمنح لنفسك الوقت الكافي لتستمتع برفقة نفسك.
لا أعني هنا أن تجلس وحيدًا وفقط… كلاّ… كثير منّا يقضي ساعات بمفرده، لكنّنا في أغلب الأحيان نكون منشغلين بالكثير من الأمور الحياتية، عمل ومهامّ وواجبات وغيرها الكثير…
حينما تخصّص الوقت لنفسك… كن أنت ونفسك …وفقط!
- تعرّف على نفسك أكثر، استمع لأفكارك ولا تحاول الهروب منها أو إسكاتها…استمع إليها دون أحكام ودون جلد للذات، وافهمها وابحث عمّا وراءها من مشاعر وأحاسيس.
- خصّص ساعة في يومك للقيام بأمر تحبّه أو هواية تستمتع بها، ولتقم بذلك بمفردك دون أن يكون برفقتك أحد.
- رتّب موعدًا مع نفسك… وليكن كما يكون موعدك الغرامي مع من تحبّ! تأنّق، ارتدِ أجمل ثيابك، زُر مطعمك المفضّل أو شاهد فيلمك المحبّب في السينما أو تمشّى في متحف أو حديقة…الخ. ببساطة فكّر في مكان سترغب في اصطحاب شريك حياتك إليه، واذهب إلى هناك بمفردك، واستمتع برفقة نفسك!
- مارس التأمل واليوغا، وركّز وعيك على نفسك في اللحظة الراهنة، في الوقت الراهن، إنّها أسمى طرق التعبير عن نفسك بتخصيص الوقت.
حان الوقت لتتكلم لغة الحب مع نفسك!
أيّ لغات الحب ستتحدّثها مع نفسك إذن؟
أيَّا كانت لغة الحبّ الخاصّة بك، يمكنك أن تتحدّثها مع نفسك وتعبّر عن حبك وتقديرك لذاتك من خلالها، والأروع والأجمل أن تتحدّث كلّ هذه اللغات معًا…أتعلم لماذا يا عزيزي القارئ؟
لأنك أغلى ما تملك…نفسك هي أثمن هدية لديك، وتستحق منك أن تعبّر عن حبك لها بكلّ الطرق والوسائل، فلا تبخل على نفسك بالحبّ، في حين تغدق به على الآخرين…أحبّ ذاتك بكلّ ما فيها، وامنحها ما أمكنك من مشاعر الاحترام والتقدير فهي تستحق!
اقرأ أيضًا: خطوات علاج الطفل الداخلي| 8 خطوات لعلاج الطفل بداخلك