“قانون الجذب”…هذا المصطلح الذي شاع الحديث عنه مؤخرًا واشتهرت مبادئه وأساسياته في مختلف المواقع الإلكترونية ومنصّات التواصل الاجتماعي. بل وكثُر اللغط فيه، ونُسب إليه ما ليس فيه أو جزءًا منه. حيثُ قيل عنه أنّه يحقق لك المستحيل، وما عليك سوى الجلوس والتأمل منتظرًا حدوث المعجزات وتحقّق الأمنيات!
المحتويات
- ما هو قانون الجذب؟
- ما هي الفكرة؟
- ما علاقة قانون الجذب بكون الأفكار إشارات عصبية؟
- مبادئ قانون الجذب
- المبدأ الأول: الطاقات المتشابهة تتجاذب
- المبدأ الثاني: الفراغ مستحيل والطبيعة تكره الفراغ
- المبدأ الثالث: قانون الجذب يعمل طوال الوقت
- خطوات قانون الجذب
- الخطوة الأولى: تحمل مسؤولية ما يحدث في حياتك على النحو الصحيح
- الخطوة الثانية: أعد برمجة عقلك الباطن
- كيف أبرمج عقلي الباطن ليكون إيجابيا؟
- MindZoom وبرمجة العقل الباطن
- الخطوة الثالثة: عزز إيمانك بجذب الأشياء الصغيرة أولا
- تمرين الإيمان وقانون الجذب
- الخطوة الرابعة: اشعر بحال أفضل على الدوام
- كلمة أخيرة
فهل هو كذلك حقًا؟!
في مقال اليوم، نغوص في خبايا علم الطاقة وقانون الجذب الحقيقي بعيدًا عن الخرافات التي لا أساس لها من الصحّة. ونتعرّف على خطوات قانون الجذب التي ستسهم حقًا في جعل حياتك أفضل.
ما هو قانون الجذب؟
قانون الجذب، ويُعرف أحيانًا بـ “قانون الجذب الكوني” هو علم من علوم ما وراء الطبيعة، ينصّ على أنّ عالمنا ما هو إلاّ انعكاس لأفكارنا. وأنّ الإنسان هو في الواقع شريك ومسؤول أساسي في عملية صنع وبناء واقعه الذي يعيشه.
بالتالي، يمكن لأيّ شخص أن يسخّر أفكاره ليجذب لنفسه الواقع الذي يتمناه ويرغب فيه سواءً كان ذلك وظيفة مُربحة، شريك حياة مناسب، نجاح، أموال…الخ.
لكن…
كيف يمكن للأفكار أن تحقق لي أهدافي وطموحاتي؟
الأمر ليس صعبًا ولا مستحيلاً، وليس ضربًا من الخيال أو الخرافات التي لا أساس لها أيضًا.
وحتى تفهم الأهم بشكل أفضل، لنبدأ أولا بتعريف الأفكار تعريفًا علميًا.
ما هي الفكرة؟
يقول تشارلز جينينغز “Charles Jennings” مدير قسم التكنولوجيا العصبية في معهد ماساتشوستس التقني MIT موضّحًا حقيقة الأفكار:
“يتكوّن دماغ الإنسان من حوالي 100 مليار خلية عصبية (عصبونات) ترتبط مع بعضها البعض بواسطة تريليونات الوصلات التي تُسمّى “المشابك العصبية” أو الـ “synapses” باللغة الإنجليزية.
كلّ خلية عصبية ترسل في المعدل إشارة واحدة في الثانية، وبعض العصبونات المتخصصة قد ترسل أكثر من 1,000 إشارة في الثانية الواحدة…
وعند إرسال هذه الإشارات تتكوّن الفكرة.”
وهنا ستجدُ نفسك تتساءل:
ما علاقة قانون الجذب بكون الأفكار إشارات عصبية؟
نظرًا لأنّ الأفكار عبارة عن إشارات عصبية، أيّ ذبذبات أو موجات كهرومغناطيسية، فهي بذلك تعتبر شكلاً من أشكال الطاقة.
وقد أثبت العلم الحديث وفيزياء الكمّ من خلال العديد من التجارب المخبرية، أنّ العالم بأكمله عبارة عن طاقة…
كيف ذلك؟
حسنًا…فكّر في الأمر قليلاً…
جميعنا نعرف أنّ المادّة مكوّنة من ذرّات، والذرّات تتكون من بروتونات ونيوترونات تتركّز في نواة الذرة و تدور حولها الإلكترونات بفعل قوة جذب النواة (طاقة).
بالتالي، فإن كلّ شيء من حولنا هو في الأصل طاقة، والطاقة بتردّداتها المختلفة تؤثر على المحيط من حولها، الأمر الذي يجعل للأفكار قدرة على التأثير على الواقع المحسوس في العالم من حولنا.
وهذا هو ببساطة المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه قانون الجذب.
يمكنك أن تتعمّق أكثر في دراسة وفهم كيفية تأثير الترددات والموجات الطاقية على بعضها البعض لتفهم كيفية تأثير الأفكار على عالمك الحقيقي، لكني سأترك لك الخيار لفعل ذلك، ولنواصل حديثنا عن قانون الجذب.
اقرأ المزيد: 14 طريقة للتخلص من الشعور بالوحدة
مبادئ قانون الجذب
بالإضافة إلى المبدأ الأساسي السابق، فإنّ لقانون الجذب مبادئ ثلاثة أخرى مهمّة، يمكن تلخيصها كما يلي:
المبدأ الأول: الطاقات المتشابهة تتجاذب
بمعنى آخر كلّ الأشياء المتشابهة تتجاذب بموجب قانون الجذب. وعليه فالأشخاص المتشابهون (طاقيًا) يتجاذبون، والأفكار تجذب شبيهاتها من الأفكار ومن الأشياء الملموسة في الواقع.
الأفكار الإيجابية، تجذب المزيد من الأفكار الإيجابية بل ومن التجارب الإيجابية في حياتك أيضًا، والعكس صحيح، فالأفكار السلبية تجذب أفكارًا سلبية ثمّ تجارب ومواقف سلبية في الحياة الواقعية.
المبدأ الثاني: الفراغ مستحيل والطبيعة تكره الفراغ
بموجب هذا المبدأ، فإنّه لا يوجد فضاء أو مساحة فارغة تمامًا في عقلك أو حياتك. من المستحيل ألاّ تفكر في شيء، وفي الوقت الذي قد تقول فيه:
“أنا لا أفكّر في أي شيء” فأنت في الواقع تفكّر في هذا الأمر “اللاشيء!”
دعنا لا نتعمّق كثيرًا في التفكير في هذا الأمر، لأنه دوامة عقيمة ستحتاج منا الكثير من الوقت لنفهمها.
خلاصة الحديث، هو أنّه إن لم تكن تفكّر أفكار إيجابية فأنت تفكّر أفكارًا سلبية. وبالتالي حتى تستطيع تفعيل قانون الجذب لمصلحتك، عليك البدء باستبدال كلّ ما هو سلبي إلى أفكار واعتقادات أكثر إيجابية.
سنتطرّق للحديث بتفصيل أكثر عن هذا الأمر لاحقًا في المقال.
المبدأ الثالث: قانون الجذب يعمل طوال الوقت
نعم، شئت أو أبيت، فإن قانون الجذب يعمل بكلّ طاقته طوال الوقت ودون أيّ توقّف، بل ودون علم منك أحيانًا!
كيف ذلك؟
سبق أن وضّحنا أن الأفكار عبارة عن طاقة، وندرك جميعًا أنّنا نفكّر طوال الوقت… وأن عقلنا لا ينام…
حتى عندما ينام العقل الواعي، فالعقل الباطن متيقظ مستمرّ في العمل…
تذكّر دومًا، إن لم تكن تجذب لنفسك ما تريده، فأنت على الأرجح تعمل على جذب ما لا تريد!
كيف؟
من خلال أفكارك اللاوعية، معتقداتك، المسلّمات التي تؤمن بها دون أن تمحّصها والتي غالبًا لا تكون أفكارًا من صنعك أنت بل تمّ توريثك إياها من المجتمع والبيئة المحيطة.
خطوات قانون الجذب
لن أبدأ هنا بإعطائك خطوات سطحية لتحقيق أحلامك وطموحاتك…
لن أطلب منك أن تتخيّل أنّك قد حققت أهدافك، أو أن ألزمك بتكرار توكيدات وجمل معيّنة تضمن لك الوصول إلى القمّة. كما لن أشجعك على التفاؤل المزيف والإيجابية السامة كسبيل لجذب أفكار مشابهة.
فيما يلي سأقدّم لك بعض الخطوات المبدئية، التي ستساعدك بداية على فهم جوهر قانون الجذب الحقيقي، والبدء بتطبيقه على نحو صحيح.
الخطوة الأولى: تحمل مسؤولية ما يحدث في حياتك على النحو الصحيح
إن كنت شخصًا يُلقي باللوم على الآخرين في كلّ ما يحدث معه، فقد حان الوقت لتتوقّف عن ذلك.
توقّف عن لعب دور الضحية دائمًا…فكّر في الأمر، إذا كان كلّ ما تفعله في حياتك هو أن الشعور بأنك ضحيّة أو عبد للظروف القاهرة من حولك، فكيف ستتمكّن إذن من بناء الحياة التي تتمناها؟!
هل تعتقد أن الفرج سينزل عليك فجأة، وسيأتيك منقذٌ من حيثُ لاتدري أو يقع بين يديك مصباح سحري يحقّق كلّ آمالك؟
في الواقع هذا هو السبب بالذات في أنّ الكثيرين يفشلون في تحقيق أحلامهم حتى عند استخدامهم وتطبيقهم خطوات قانون الجذب بحذافيرها.
إنهم يعتقدون أنّهم ومن خلال الجلوس والتخيّل والحلم بتحقّق أحلامهم، فذلك ما سيحدُث حقًا، في حين أنّ الأمر مختلف، وقانون الجذب لا يعمل بهذه الطريقة.
الخطوة الأولى لتسخير هذا القانون لصالحك، هي بأن تدرك وتعي تمامًا أنّك مسؤول عن كلّ شيء في حياتك صغيرًا كان أو كبيرًا.
هذا لا يعني أن تشعر بالإحباط، وتحمّل نفسك فوق طاقتها في كلّ مرّة لا تسير فيها الأمور كما تتمنّى، بدلاً من ذلك، انتهج عقلية التفكير التالية…
قل لنفسك دومًا:
“إن كنتُ أملك القدرة على أن أجذب لنفسي هذه الظروف الصعبة، وهذه الحياة التي لا أريدها، فأنا أيضًا أملك القدرة الكافية على قلب الموازين وجذب الحياة التي أتمناها لنفسي.”
فكّر في الأمر، عندما تلقي باللوم على العائلة أو الأصدقاء أو الظروف، فأنت تجرّد نفسك من القوة والمقدرة على التحكّم فيها، في النهاية الأمر ليس بيدك…
لكن حينما تعوّد نفسك على تحمّل مسؤولية ما يحدُث معك، سيكون في وسعك على الدوام تغيير الظروف من حولك، للوصول إلى نتائج أفضل.
أنت إنسان مخيّر…خياراتك وقراراتك تصنع حياتك، فلا تمنح هذه القوّة الخارقة إلى غيرك…
الخطوة الثانية: أعد برمجة عقلك الباطن
يشكو كثيرون من أنّ قانون الجذب لم يحقّق لهم أهدافهم وطموحاتهم على الرغم من أنّهم يحرصون دومًا على التفكير الإيجابي ويثابرون على ترديد التوكيدات الإيجابية، لكنهم يهملون تمامًا ما يدور في العقل الباطن، ويتجاهلون طبيعة الأفكار التي تدور في ذلك الجزء اللاواعي من ذواتنا.
في الواقع، إنّ العقل الباطن أهمّ بكثير من عقلنا الواعي، فإن كنت في عقلك الواعي شخصًا إيجابيًا ومتفائلاً، لكنك في أعماقك ترى الحياة مليئة بالمشاق والتعب والصعوبات، فهذا في الواقع ما ستجذبه لنفسك…مزيد من المشقّات والعقبات.
حتى تتمكّن من تطبيق قانون الجذب ورؤية نتائج حقيقية من استخدامه، عليك بداية التخلص من الأفكار السلبية المتأصّلة في عقلك.
كيف أبرمج عقلي الباطن ليكون إيجابيا؟
إليك فيما يلي بعض الطرق لفعل ذلك:
- البرمجة اللغوية العصبية.
- إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين.
- الوعي بالذات والبدء بالتركيز على الجانب المشرق من الأمور.
- استخدام لغة إيجابية (ألفاظ إيجابية) عند التحدّث، وحتى عند الحديث عن أمور سيئة، احرص على استخدام أقلّ العبارات سوءًا. (بدل أن تقول مثلا: “ما حدث كان فظيعًا”، استخدم جملة مثل: “ما حدث لم يكن أمرًا جيّدًا جدًا”)
- بمجرّد أن تجد نفسك تفكّر أفكارًا سلبية، اعترف بذلك، واقطع سلسلة الأفكار تلك من خلال القيام بشيء آخر يصرفك عنها.
- برمج عقلك الباطن أثناء النوم.
لقد أثبتت دراسة ألمانية نُشرت نتائجها في مجلة Current Biology أن الذهن يبقى متيقظًا خلال النوم، وبإمكانه اكتساب معلومات جديدة.
يمكنك الاستفادة من هذه المقدرة من خلال الاستماع إلى توكيدات إيجابية أو ما يُعرف بالرسائل اللاشعورية أثناء النوم، لتزرع في عقلك الباطن تصوّرات وأفكارًا إيجابية تحلّ محلّ الأفكار السلبية المتأصلة فيه.
MindZoom وبرمجة العقل الباطن
أحد البرامج التي يمكنك الاستفادة منها في برمجة عقلك الباطن، برنامج MindZoom، والذي يتيح لك ثلاث طرق أساسية لبرمجة عقلك الباطن:
1- من خلال استخدام خاصية التوكيدات، يقوم البرنامج بإرسال آلاف التوكيدات الإيجابية البصرية إلى شاشة حاسوبك، وبسرعات هائلة تتجاوز العقل الواعي لتصل مباشرة إلى العقل الباطن، ودون أن تشعر بذلك حتى.
2- من خلال نظام الرسائل اللاشعورية الصامت Silent Subliminal Messaging System، يتمّ تحويل التوكيدات المكتوبة نصّا إلى كلام يتمّ بثّه على شكل موجات بتردّد معيّن لا تسمعه الأذن البشرية ومع ذلك فهو يصل إلى العقل ويؤثّر عليه.
3- يمكنك دمج ومزج هذه الرسائل والتوكيدات الإيجابية الخفية مع أغانيك ومقاطع الموسيقى المفضّلة لديك ثم تحميلها إلى هاتفك والاستمتاع بها حيث كنت. بل تستطيع أيضًا تسجيل توكيداتك الخاصّة أيضًا وذلك من خلال خاصيّة Mindzoom Subliminal Mixer الموجودة في البرنامج.
الخطوة الثالثة: عزز إيمانك بجذب الأشياء الصغيرة أولا
الإيمان والتصديق هما أحد أهمّ أساسيات قانون الجذب. حتى تتمكّن من جذب شيء ما إلى حياتك (سواءً كان مالاً أو علاقة أو نجاح…الخ) عليك بداية أن تؤمن بأنك قادر على ذلك.
وهذا يأتي أولا من إيمانك بأنّك مسؤول عن حياتك وكلّ ما يحصل فيها، حيث تحدّثنا عن هذا سابقًا. أمّا الأمر الثاني فهو من خلال التجربة.
لنكن صريحين، جميعنا نفضّل رؤية برهان على نظرية ما قبل أن نصدّقها، وكذلك الحال مع قانون الجذب.
لكن ما يحدث عادة هو أنّ الأشخاص يبدؤون بالسعي لجذب أشياء عظيمة من البداية. فيقرّر أحدهم مثلاً أنه يريد أن يصبح فاحش الثراء، وهو لم يسبق له أن كان إيجابيًا ووضعه المالي الحالي حرج للغاية.
في هذه الحالة، سيبدأ هذا الشخص باتباع خطوات قانون الجذب من تخيّل وتوكيدات…الخ، لكنه سرعان ما سوف يستسلم لأنه لم يرَ النتيجة التي أرادها.
في الواقع، هذا الشخص لم يصبح ثريًا حقًا، لكنه ربما قد بدأ يحقق دخلاً أفضلاً، أو ربما بدأ يسمع المزيد من الأخبار عن الأشخاص الأثرياء، أو يجد نفسه في مواقف يلتقي فيها بالأثرياء والأغنياء.
لكنه ونظرًا لأنه كان يركّز على تحقيق الثراء الفاحش بأقصى سرعة ممكنة، فهو لم يُلقِ بالاً لكلّ هذه الإشارات، واعتقد بعد بعض الوقت أنّ قانون الجذب لا يعمل، فتخلّى في النهاية عن المحاولة.
حالة أخرى تحدُث عندما يبدأ أحدهم بتنفيذ خطوات قانون الجذب، آملاً أيضًا في تحقيق أهداف كبيرة، لكنه يقول لنفسه: “عندما يتحقق هذا الأمر سأؤمن بأن قانون الجذب حقيقي!”
الأمر لا يسير على هذا النحو… فالتصديق والإيمان هو ما يجعل قانون الجذب حقيقيًا وليس العكس…
لذا، وحتى تتجنّب الوقوع في هذه الحلقة المفرغة، ابدأ بوضع أهداف صغيرة نسبيًا لنفسك، تتوافق مع ما تؤمن أنّك تستطيع تحقيقه.
تمرين الإيمان وقانون الجذب
جرّب التمرين التالي لمعرفة مدى تصديقك وإيمانك بإمكانية تحقق هدفك.
- فكّر في هدف معيّن ترغب في الاستعانة بقانون الجذب لتحقيقه.
- الآن، فكّر في مدى إيمانك بقدرتك على تحقيق هذا الهدف خلال سنة من الآن؟ ما هي درجة إيمانك من 1 إلى 10؟
كن صادقًا مع نفسك في الإجابة عن السؤال.
حسنًا إن كانت الإجابة من 1- 5، فأنت بالتأكيد لا تملك إيمانًا كافيًا، وسيكون من الصعب عليك أن تجذب لنفسك هذا الهدف.
ليس عليك أن تتخلّى عن الهدف، لكن بدلاً من ذلك، ابحث عن هدف آخر قريب وأصغر نسبيًا، أو جزّئ هدفك هذا إلى أجزاء أصغر، وأعد التمرين مجدّدًا.
حينما تكون إجابتك عن السؤال: 9 أو 10 فأنت مستعد وقادر حقًا على جذب هذا الهدف. وبمجرّد أن تنجح في جذبه، سيزداد إيمانك بأنك قادر على جذب المزيد وهكذا…
ارفع إيمانك وتصديقك تدريجيًا من خلال جذب أهداف صغيرة ثمّ التوسّع أكثر وأكثر.
الخطوة الرابعة: اشعر بحال أفضل على الدوام
ولم أقل هنا، اشعر بأحاسيس جيدة على الدوام، فذلك غير منطقي وغير صحّي أيضًا.
ليس عليك أن تكون متفائلاً أو سعيدًا على الدوام، لكن المهم هو أن تسعى باستمرار للشعور بحال أفضل.
إن كنت تمرّ بيوم سيء ووجدت نفسك حزينًا ومكتئبًا، اجعل هدفك أن تشعر بحال أفضل قليلًا، وأن تحسّن مزاجك ولو بنسبة 1%.
بمجرّد أن تحقق نسبة الـ 1%، اسعَ مجدّدًا لتحسّن مزاجك بنسبة صغيرة أيضًا، وهكذا، ستجد أنّك تدريجيًا قد وصلت إلى حالة نفسية أفضل بعد مرور بعض الوقت.
وعندما تعتمد نمط التفكير هذا كأسلوب حياة، سيصبح من النادر حقًا أن تجد نفسك غارقًا في مشاعر سلبية للغاية.
قد تشعر بالضيق، بالملل أو السأم، لكن…سيصبح من النادر أن تجد نفسك مكتئبًا أو في الحضيض.
وهنا ربّما تتساءل، ما أهمية هذا الأمر وما علاقته بقانون الجذب؟
لقد سبق أن وضّحنا بأن قانون الجذب ينصّ على أنّ عالمنا الخارجي ما هو إلاّ انعكاس لأفكارنا ومشاعرنا.
إذن إن كانت أفكارنا ومشاعرنا سيئة، سنجذب لأنفسنا تجارب سيئة بلا شكّ. ولهذا السبب نحن بحاجة إلى المحافظة على مشاعرنا وأفكارنا لتبقى في مستوى جيد وإيجابي حتى نضمن لأنفسنا تجارب إيجابية ومُرضية.
النصائح التالية ستساعدك على تحقيق هذا الأمر، والشعور بحال أفضل على الدوام:
- كن واعيًا بمشاعرك، واسأل نفسك عن حقيقة ما تشعر به، حتى تتمكن من التعامل مع هذه المشاعر.
- خذ وقتك للحزن والشعور بأحاسيسك السلبية ولا تكتمها في داخلك.
- خاطب نفسك بلغة تُشعرك بحال أفضل، بعيدًا عن لوم وجلد الذات، أو توبيخ نفسك أو الغضب من نفسك.
- لا تكذب بشأن ما تشعر به. إن كنت تشعر بحال سيئة، اعترف بذلك ولكن قل لنفسك دومًا: “سأكون بحال أفضل قريبًا”.
- جهّز قائمة بالأمور التي تُفرحك وتسعدك وفي كلّ مرة تشعر بحال سيئة ارجع إليها وقم بإحدى الأمور التي تحسّن مزاجك.
كلمة أخيرة
قانون الجذب ليس عصًا سحرية تحرّكها بيدك فتحقق لك أحلامك على الفور، ولو أنّ هذا سيصبح ممكنًا في مراحل متقدّمة، لكن لا تتوقّع في البداية أن يكون الأمر بهذه السهولة.
عليك بداية أن تنقي عقلك الباطن من الأفكار السلبية والمعتقدات التي تحدّ قدراتك والتي تأصلت في أعماقك بفعل الظروف والعادات.
من خلال اتباع الخطوات السابقة، ستتخلّص من حمل ثقيل من المشاعر والأفكار السلبية عديمة النفع، وستفتح المجال لنفسك كي تتألق وتكون أفضل نسخة منك.
ليس هذا وحسب، بل ستفتح المجال أيضًا للعالم كي يقدّم لك الفرص التي تستحقّها والتي إن اغتنمتها كما يجب، ستجد نفسك وقد حققت أهدافًا عظيمة لطالما حلمت بها…
وهنا…يكمن جوهر قانون الجذب الحقيقي!
اقرأ أيضًا: لماذا نعاني من الانفصال عن العالم الخارجي؟