هل تذكر متى كانت آخر مرّة ضحكت فيها؟ وأعني هنا ضحكت حقًا من أعماق قلبك، وليس مجاملة أو ضحكة عابرة وحسب؟
في هذا المقال
- علامات تدلّ على أنك لا تتقن فن الحياة وتأخذها بجديّة أكثر مما تستحق
- 1- لا تملك الوقت للاسترخاء
- 2- نادرًا ما تمزح مع أصدقائك
- 3- تشعر أنك بحاجة دائمة لتبرير أفعالك للآخرين
- 4- أنت حازم مع الآخرين
- 5- وحازم مع نفسك أيضًا
- 6- تلتزم بالقوانين على الدوام
- 7- تشعر دوما أنّك في سباق أو منافسة
- 8- غالبًا ما تؤخر شعورك بالسعادة
- 9- تلازم منطقة الراحة الخاصّة بك
- 10- تشعر بالقلق حيال التفاصيل الصغيرة
- 11- من السهل جرح مشاعرك
- 12- تحاول القضاء على الشكّ في الحياة
- كتاب فن الحياة لسلامة موسى
- كلمة أخيرة
حسنًا، ماذا عن آخر مرّة شعرت فيها بالإثارة تتدفّق في شرايينك، أو آخر مرّة تحمّست فيها لما هو قادم في المستقبل؟
لعلّك تردّد الآن مع نفسك: “كيف لي أن أستمتع حقًا في الوقت الذي تستمرّ فيه الحياة بتوجيه الصفعات إليّ واحدة تلو الأخرى؟!” أو ربما تفكّر: “كيف لي أن أفرح حقًا وأنا غارق في الديون، أو أعاني مرضًا، أو فقدتُ عزيزًا…الخ”
نعم أتفق معك أنّ الحياة لا تخلو من الصعاب، وأنّنا كلّما تقدّمنا في السنّ، زادت مسؤولياتُنا وازدادت معها ضغوطاتنا، لكن… ما لا أتوافق معك فيه هو أن تكون هذه الصعوبات والتحدّيات سببًا يُفقدك القدرة على العيش.
الحياة في الواقع فن… نعم فنّ متوازن ما بين الجديّة والحزم وبين المرونة والاسترخاء ، فهل تتقن هذا الفن يا تُرى؟!
لقد جمعت لك في مقال اليوم 10 علامات تدلّ على أنّك ربّما لا تتقن فن الحياة تمامًا، أو بمعنى آخر… تدلّ على أنّك تأخذ الحياة على محمل الجدّ أكثر ممّا ينبغي.
علامات تدلّ على أنك لا تتقن فن الحياة وتأخذها بجديّة أكثر مما تستحق
إن وجدت في نفسك خمس علامات أو أكثر من التالية، فأنت على الأرجح بحاجة لأن تسترخي قليلاً، وتمنح نفسك وقتًا للراحة وإعادة النظر في منظورك للحياة.
1- لا تملك الوقت للاسترخاء
هل تسعى على الدوام من أجل تحقيق مزيد من الكفاءة في حياتك؟ ربما تستغلّ كلّ لحظة من حياتك لتكون منتجًا، أو تعمل خلال عطل نهاية الأسبوع لتنجز قدرًا أكبر من المهامّ المترتبة عليك في المكتب أو المنزل…
ربّما تسمّي هذه التصرّفات شغفًا، لكنني أفضّل تسميتها بـ “الطريق للانطفاء”!
نمتلك جميعنا 24 ساعة في اليوم الواحد، وهي كافية للقيام بعدد محدّد من المهام، وفي حال حمّلتها وحمّلت نفسك بأكثر من طاقتك، فلن يمرّ الكثير من الوقت قبل أن تنهار.
لا يمكن لمحرّك أن يعمل باستمرار دون توقّف من غير أن ترتفع حرارته وينفجر في النهاية، وكذلك أنت…
إن لم تمنح نفسك الوقت الكافي للاسترخاء وأخذ قسط من الراحة، فأنت تحمّل جسدك أكثر من طاقته، وتسير به نحو الانهيار.
الحياة ليست مجرّد مواعيد تسليم عليك الالتزام بها، أو قائمة مهامّ عليك إتمامها!
ليس عليك أن تكون منتجًا على الدوام، في بعض الأحيان، أفضل ما يمكنك فعله هو الذهاب للنوم أو الجلوس على أريكتك وعدم القيام بأيّ شيء على الإطلاق.
اعرف المزيد عن الصحة النفسية والرفاه العاطفي
2- نادرًا ما تمزح مع أصدقائك
في الوقت الذي يتحادث فيه أصدقاؤك عن الأفلام التي شاهدوها مؤخرًا، أو يلقون النكات التي سمعوها حديثًا، قد تفضّل أنت بالمقابل الذهاب للعمل على شيءٍ تراه “ذا معنى وأهمية أكبر”!
قد تعتقد أنّ هذا الأمر يجعلك إنسانًا أفضل، لاسيّما أنّ العديد من خبراء التنمية البشرية والتحفيز ينادون على الدوام بضرورة التركيز على نفسك والعمل الجاد لتطوير مهاراتك كلّ يوم.
“اختفي عن الأنظار لشهر وانظر ما سيحصل لك…!”
“ركّز على تخطيط يومك كما يلي وانظر كيف تتغيّر حياتك!”
هذه الجمل وشبيهاتُها حوّلت الكثير منّا إلى ربوتات منعزلة عن العالم، همّنا أنفسنا وتطوير ذواتنا للوصول إلى ما لا يمكن الوصول إليه… الكمال.
لكن الكثير منّا يغفل عن أهمية العلاقات البشرية، وقيمة الضحك والمرح مع الأشخاص المقرّبين منك.
الأعمال والمهامّ باقية، والمسؤوليات تتزايد كلّ يوم، لكن أصدقاءك وأحباءَك لن يكونوا هنا على الدوام… قد تجبرهم الظروف على الرحيل إلى بلاد أخرى للعيش… ربّما ينتقل زميلك في العمل إلى مكان آخر، وقد يملّ أصدقاؤك من “جديّتك” الدائمة ويبحثون عن أصدقاء جدد.
إن كنت لا تتذكّر المرّة الأخيرة التي قضيت فيها أمسية مرحة مع الأصدقاء والعائلة، أو كنت تجد صعوبة في إلقاء النكات والتحدّث في مواضيع سطحية بسيطة، فأنت على الأرجح منغمس في عالم من الجديّة وتحتاج إلى استراحة من ذلك!
3- تشعر أنك بحاجة دائمة لتبرير أفعالك للآخرين
هل تجد نفسك على الدوام في موقف تخبر فيه أحدهم بالسبب وراء قيامك بأمرٍ ما، حتى وإن لم يسألك أو يستفسر منك عن ذلك؟
إن كنت كذلك، فتلك إشارة قويّة على عدم ثقتك بما تفعل، أنت تحسّ على الدوام بالحاجة للدفاع عن خياراتك وقراراتك حتى لو كانت بسيطة كاختيار لون قميصك الجديد مثلاً!
انعدام الثقة هذا نابع من اهتمامك الكبير بآراء الآخرين، ممّا يعني أنّك تأخذ آراءهم بجدّية كبيرة، وبالتالي تأخذ الحياة بجدّية أكثر ممّا تستحق.
تذكّر، لست مجبرًا على تبرير السبب وراء حبّك لما تحبّ أو استمتاعك بما تستمتع به. لك كامل الحقّ في أن تكون ما تريد وتتصرّف بالطريقة التي تريحك.
4- أنت حازم مع الآخرين
عندما تتفق مع صديقك على الالتقاء لتناول الغداء في وقت محدّد، ويتأخر هذا الأخير عن الموعد لبضعة دقائق تبادر على الفور بمعاتبته كما لو أنّك ولي أمره!
قس على ذلك العديد من المواقف المشابهة التي تجد نفسك فيها حازمًا مع الآخرين وغاضبًا منهم لاقترافهم أخطاءً بسيطة للغاية لا تستحقّ منك كلّ هذا الانفعال.
نعم يا صديقي… في هذه الحالة أنت تأخذ الحياة بجدّية كبيرة، ترغب في أن يسير كلّ شيء كما خطّطت له وأن يكون كلّ شيء مثاليًا. لكن الحياة ليس مثالية… وبعض الأخطاء تُغتفر فليس عليك أن تلعب دور المدير الحازم طوال حياتك.
اقرأ أيضًا: كيف تحب نفسك كشخص انطوائي؟
5- وحازم مع نفسك أيضًا
هل تميل دومًا إلى معاقبة نفسك عندما تفشل في تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسك؟
بعد أن تفسد حميتك الخاصّة بتناول قطعة صغيرة من الشوكولا، تشعر بالذنب الشديد وتبادر على الفور بمعاقبة نفسك من خلال حرمان نفسك من كل أنواع الحلوى والشوكولا لتكتفي بتناول الخسّ فقط!
تخبر نفسك مرارًا وتكرارًا بأنك إن لم تنهي عملك في الموعد المحدّد، فأنت إنسان فاشل لا يستحق الحبّ أو الاحترام…
حديثك مع نفسك سلبي للغاية، وتعامل نفسك بقسوة كما لو أن بينك وبينها عداوة…
هل تجد مثل هذه التصرّفات مألوفة؟
إن كانت كذلك، فتلك إشارة أخرى على أنّك تأخذ الحياة على محمل الجدّ أكثر ممّا ينبغي.
مثل هذه التصرّفات خاطئة، بل وسامّة أيضًا، ولن تعود عليك بأيّ نفع سوى تدمير ثقتك بنفسك واحترامك لها.
تعلّم أن تحترم ذاتك، وتكون لطيفًا مع نفسك. في النهاية أنت بشر، والبشر يخطئون ويتعلّمون من أخطائهم…عامل نفسك دومًا كما تعامل الطفل الصغير، فتلك هي الطريقة الوحيدة للتقدّم في الحياة والنجاح فيها.
6- تلتزم بالقوانين على الدوام
صحيح أنّ القوانين والقواعد قد وُضعت لتنظّم حياتنا، لكن لا يوجد في الحياة قوانين صارمة غير قابلة للتغير، والحرص على تقييد حياتك بالقوانين والأنظمة سيحرمك متعة العيش وإثارة اختبار أمور جديدة.
إن قرأت كتابًا في مجال التنمية البشرية مثلاً، تجد نفسك ملتزمًا التزامًا حرفيًا بكلّ نصيحة أو خطّة يطرحها لك لتحسين حياتك، دون أن تتأكد إن كانت مناسبة لك أم لا!
لكلّ منّا طريقته في التعامل مع الأمور، ولكلّ منّا دربه الخاصّ… من الجميل أن تستعين بنصائح الغير، وتتبع اقتراحاتهم وخططهم، لكن ابحث أيضًا عمّا يناسبك، وتعلّم أن تكسر القواعد الصارمة التي وضعتها لنفسك لتجرّب متعة العيش بحريّة.
7- تشعر دوما أنّك في سباق أو منافسة
بالنسبة لك، الحياة عبارة عن سباق كبير، وعليك دومًا أن تبذل أقصى جهدك لتحقق أعلى المراتب. تشعر دومًا بالحاجة لأن تكون الأسرع في العمل، أو الأنجح بين إخوتك أو الأفضل في عائلتك…الخ.
الأمر لا يتعلّق بالمنافسة دومًا، فالحياة تنطوي على أكثر من مجرّد سباق مع نفسك ومع الآخرين، والاستمرار بهذه الطريقة سيسلبُ منك كلّ أشكال السعادة فضلاً عن أنّه سيحوّل جميع أصدقائك إلى أعداء.
تخلّى قليلاً عن روحك التنافسية، واستمتع فقط بالسير في درب الحياة دون الحاجة لأن تكون أوّل الواصلين إلى خطّ النهاية.
اقرأ أيضًا: التفاؤل المزيف والإيجابية السامة
8- غالبًا ما تؤخر شعورك بالسعادة
أحد أهمّ الأسباب وراء شعور الكثيرين بالتعاسة هو أنّهم يخبرون أنفسهم دومًا بأنه لا يمكنهم الفرح والشعور بالسعادة إلاّ بعد تحقيق أهدافهم.
لكن، أتعرف ما المشكلة في هذا الشرط؟
الحياة مليئة بالمفاجآت، وفي كثير من الأحيان ستسير الرياح بعكس ما تشتهي سفنك، وقد تمضي حياتك ساعيًا لتحقيق هدفٍ ما دون الوصول إليه.
ليست نيّتي أن أحبطك هنا، فهذه هي الحقيقة…
إن كنت قد وضعت لنفسك هدفًا بأن تتزوج وتشتري منزلاً خلال 10 سنوات، فهل ستنتظر كلّ هذه المدّة حتى تفرح؟!
بالطبع لا!
هنالك على الدوام أمور يمكنك أن تبتسم لها، ونِعم تشعر بالامتنان لأنك تمتلكها… فقط عليك التركيز على اللحظة الراهنة…
اسمح لنفسك بأن تفرح الآن…اليوم، في هذه اللحظة، حتى لو لم تكن تملك منزل أحلامك ولم تعثر على شريك حياتك ولازلت تبحث عن عمل يناسب شغفك… اعمل بجدّ لتحقيق أهدافك، لكن احرص أيضًا على الشعور بالسعادة في طريقك إليه.
9- تلازم منطقة الراحة الخاصّة بك
ولأنك شخص جدّي للغاية، فأنت لا تحبّ الأحداث غير المتوقعة، وبالتالي تحاول التقليل قدر الإمكان من خطر الوقوع في الخطأ، الأمر الذي يدفعك للبقاء في منطقة الراحة قدر الإمكان.
بدلاً من السعي وراء تحقيق الأحلام الجامحة، تفضّل السير في الدرب الآمن المتعارف عليه، شهادة جامعية ووظيفة في شركة مرموقة، وتقاعد مضمون بعد بضعة عقود.
ليس هذا وحسب، بل حتى في الأمور الحياتية البسيطة، تجد أنك تتجنّب المغامرة وتبتعد قدر الإمكان عن تجربة أيّ أمر جديد، تطلب الوجبات ذاتها عند زيارة المطعم، تمضي نهاراتك بذات الروتين دون تغيير، وإن تغيّر أمر ما في يومك سرعان ما ينتابك القلق والهلع.
الالتزام الدائم بفعل الأمور التي اعتدت عليها فقط مرارًا وتكرارًا يجعل منك رجلاً آليًا!
لكن…أنت لست كذلك، لست روبوتًا… إنّك بشر من لحم ودمٍ وروح تتوق لاستكشاف المجهول، حتى وإن أنكرت ذلك…
حتى تتقن فن الحياة، لابدّ أن تتعلّم الخروج من منطقة الراحة الخاصّة بك…
ابدأ بخطوات بسيطة، غيّر روتينك اليومي، اطلب وجبة جديدة في المرة المقبلة التي تزور فيها المطعم، اُسلك دربًا آخر غير الذي اعتدت عليه… الطرق الجديدة هي ما سيجلب لك السعادة والرضا حقًا.
10- تشعر بالقلق حيال التفاصيل الصغيرة
بعض الأمور في الحياة لا تستحق منك قضاء ليالٍ من الأرق وأنت تفكّر فيها، ومع ذلك تجد نفسك عاجزًا عن النوم في الكثير من الأحيان لأن زميلك في العمل ألقى عليك التحية بـ “نبرة مختلفة” عن المعتاد!!
حسنًا، دعني اخبرك، أنّ تغيّر نبرته لا يعني أنّه يكرهك! وذلك الخطأ الإملائي في التقرير الذي قدّمته في العمل لن يكلّفك وظيفتك، وقس على ذلك الكثير من المواقف المشابهة.
التفكير على هذا النحو، والقلق الدائم بشأن التفاصيل الصغيرة يجعل منك شخصًا محبًّا للكمال، ولكنه لن يجعل منك كاملاً، بل سيسلبك السعادة، ويسرّع وصولك إلى الانطفاء التامّ في عملك وحياتك ويهدّد برفع مستويات التوتّر لديك.
11- من السهل جرح مشاعرك
إحدى الأسباب التي تجعلك تتجنّب المزاح، هو عدم قدرتك على تقبّله من الآخرين.
حينما يتذكّر أحد أصدقائك موقفًا طريفًا حصل معك، ويذكّرك به تشعر فجأة بالإحراج الشديد، وتأخذ الأمر على أنّه إهانة موجّهة إليك، وتنجرح مشاعرك على الفور.
هنالك بالتأكيد فرق بين التنمّر وبين مزاح الأصدقاء، لذا فإن واحدة من أهم قواعد فن الحياة هو التفريق بينهما، ليس عليك أن تأخذ الأمور بشكل شخصي على الدوام.
تعلّم أن تضحك على نفسك أحيانًا، فلا عيب في ذلك، وصدّقني، ستشعر بمتعة أكبر إن ضحكت على نفسك قبل أن يضحك عليك الآخرون، ليس هذا وحسب، سيمنحك ذلك إمكانية المزاح والضحك على الآخرين أيضًا دون شعورهم بالضيق منك.
اقرأ أيضًا: الطفل الداخلي: طريقك لتستكشف أعماقك وتتعافى من الماضي
12- تحاول القضاء على الشكّ في الحياة
مهما حاولت وبذلت من جهد لتجنّب المجهول، والتخفيف من عدم اليقين في هذه الحياة، يبقى هناك على الدوام جانب منها لا نستطيع اكتشافه، والحقيقة الوحيدة في هذه الحياة أنّنا سنموت يومًا ما.
قد تبدو لك فكرة كئيبة، لكن إن فكّرت في الأمر ستدرك أنّك في الواقع لا تملك الكثير من الوقت لتنفقه في أمور عديمة الفائدة، كأن تعرف الغيب مثلاً أو أن تحاول التخطيط لكلّ شيءٍ حتى لا تتفاجأ من الحياة.
مهما حاولت، مهما خططت وأعددت، سيكون هناك على الدوام مفاجآت غير متوقعة، سيحدثُ أن تسير الرياح كما تشتهي، وقد يحدث أيضًا أن تفشل كلّ مخططاتك وتضطر لتدارك الخسائر والتفكير في حلول سريعة.
لذا تعلّم أن تتقبّل الحياة كما هي، وأن تنظر للمستقبل المجهول على أنّه مغامرة ستتعلّم منها الكثير حتمًا، غيّر نظرتك للمجهول، وستتغيّر حياتك بأكملها.
إذن…هل وجدت في نفسك علامة أو أكثر لكونك جدّيًا أكثر ممّا ينبغي؟!
إن كانت إجابتك بالنفي، فهنيئًا لك، أنت إنسان طبيعي تدرك قيمة العيش، وتحسن الاستمتاع بكلّ لحظة منها، أمّا في حال لاحظت أنّك تملك علامة أو أكثر ممّا سبق، فربّما عليك إعادة النظر في حياتك.
حينما تأخذ الحياة بجدّية بالغة، ستبدو لك المشاكل والتحدّيات أكبر من حجمها الفعلي، سيزداد قلقك وستعيش في توتّر دائم.
استرخي قليلاً، تمدّد في أريكتك المريحة لبعض الوقت واحتسي مشروبك المفضّل…. كن كسولاً ليوم أو أكثر، فلا ضير في ذلك.
من الجميل بالطبع أن تكون منتجًا، أن تكون لديك أهدافك الخاصّة، ومخططاتك المهمة لحياتك، من الرائع أن تبذل كلّ يوم جهدك للاقتراب خطوة إضافية من تحقيق أحلامك، لكن لا تنسى أن تعيش أثناء ذلك.
ألم تسمع المثل القائل: “الأمر لا يتعلّق بالهدف، بل بالرحلة نحو تحقيقه!”
It’s not about the goal, it’s about the journey
كتاب فن الحياة لسلامة موسى
ولأن حديثنا كلّه كان عن فن الحياة السعيدة، فلا يمكن أن نختتمه دون ذكر كتاب “فن الحياة” للمفكّر المصري القدير سلامة موسى. يطرح هذا الكتاب على القارئ عدّة أسئلة مهمّة: هل أنت سعيد؟ وإن كنت كذلك فما مقدار سعادتك؟ وإن لم تكن سعيدًا فكيف تصل إلى درب السعادة؟
بلغة سلسة جميلة، يسير معك كتاب فن الحياة خطوة بخطوة لاكتشاف مبادئ السعادة الحقيقية، والوصول إلى راحة البال ومتعة العيش، أو ما يسميّها سلامة موسى: “سعادة الوجدان لا الحيوان”.
يمكنك تحميل الكتاب مجانًا من الموقع الرسمي لدار هنداوي للنشر، حيث أنّ الكتاب صادر عنها ومتاح مجانًا للتحميل كونه يقع في نطاق الملكية الفكرية العامة.
كلمة أخيرة
احرص إذن، على أن تستمتع قدر الإمكان أثناء رحلتك نحو أهدافك، لا تأخذ الأمور بجدّية مفرطة، والأمر الوحيد الذي أنصحك أن تكون جدّيًا حقًا فيه هو عيش حياة مليئة بالتجارب الجديدة وباللحظات العفوية والابتسامات العابرة والضحكات المفاجئة، فتلك أروع ما يمكن أن يمرّ عليك، وتلك اللحظات هي ما ستبقى عالقة في ذهنك حتى بعد مرور سنوات عديدة… وتلك هي حقًا مكافأة من يتقن فن الحياة…